إيلون ماسك ونيورالينك .. هل هي خطوة نحو تطوير قدرات الإنسان وصقلها؟! أم هي عبث إبداعي لعقول بشرية ضمن حدود إدراكها؟! بين ضرورات التقنية في العصر الحديث وسلبياتها نتحدث..
خطوة نحو تطوير قدرات الإنسان وصقلها؟! أم عبث إبداعي لعقول بشرية ضمن حدود إدراكها؟!
كنا قد عكفنا في مقالة سابقة على سرد العديد من الأمثلة عن تجارب ودراسات ومنتجات تم تطبيقها على الدماغ ولاقت في كثير من الأحيان نتائج إيجابية, لكن بالتأكيد رافق ذلك العديد من النتائج السلبية التي لايمكن إحصاؤها إلا على المدى الطويل, وكانت مدمرة أو كارثية على صحة الإنسان قد تصل به الى الموت في بعض الحالات. نذكر من تلك التقنيات المطبقة تقنية “التحفيز العميق للدماغ” وغيرها من التقنيات والتجارب التي تناولناها باستفاضة في مقالتنا السابقة..
ليفجر إيلون ماسك آخر نزوات جنونه التقني بشريحة صغيرة لاتتجاوز حجم العملة المعدنية أنتجتها شركته نيورالينك (Neuralink).. وحصلت على الموافقة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA.
يتم زرع تلك الشريحة في الجمجمة وربطها من خلال 1024 قطب كهربائي لتتصل لاسلكيا بمنظومة حاسوبية تتيح إطلاق نبضات كهربائية مدروسة لأماكن محددة في الدماغ, ليحصل صاحب ذلك الدماغ على ميزات كبيرة سنأتي على ذكرها, هذا بالإضافة إلى تزويد تلك الشريحة بتقنيات الذكاء الصنعي التي تتيح لها فهم الية عمل الدماغ والكيفية التي يتعاطى بها مع الإشارات المرسلة إليه, وردات فعله, حتى تتمتع تلك الشريحة بمزيد من الديناميكية والفوائد .
بأربعة خنازير سعداء خرج لنا إيلون ماسك بمؤتمر يبين لنا خلاله كيف تم زرع الشريحة في أدمغة تلك الخنازير وتفاعلها معها, مبشرة بنجاح التجارب على الحيوانات للإنتقال لمرحلة التجربة على الإنسان, والتي قال أنها ستكون خلال العام القادم حسب توقعاته.
منهية الشلل الرباعي ومعيدة لمرضى الزهايمر ذاكرتهم, لا بل مسرعة لآلية تفكيرنا كبشر ومقوية لحجم ذاكرتنا ودامجة للذكاء الصنعي بذكائنا البشري للحصول على قدرات تفوق القدرات الإنسانية الطبيعية, وبنتائج وميزات كثيرة متوقعة قد لايتسع المجال لذكرها أطلق إيلون ماسك العنان لأفق استخدام تلك الشريحة وفوائدها منوها بالوقت نفسه أنه يمكن زراعتها دون إحداث أي ندوب أو مضاعفات ناتجة عن عدم تقبل الجسم لها, إضافة إلى إمكانية إزالتها بشكل آمن عند الرغبة ..
إن تطوير واجهة الدماغ الحاسوب أو مايعرف بـ BCI وتقنيات التخاطب المباشر مع الدماغ سواء جراحيا بزرع جسم متصل بالدماغ أو من خلال حساسات محيطية ترتبط بالرأس يعد تطورا علميا مذهلا لا بد أن يتم تقييده بأخلاقيات علمية أولاً لتضع حدودا لتلك الخيالات المحلقة من جهة, واحتراما لإنسانية الإنسان الذي من الأجدر بنا تعريفه على أفضل السبل لاستغلال قدراته قبل ان نفكر في تطويرها من جهة أخرى.
إن نظرية Roger W.Sperry (نصفي الدماغ) تلك قد ظهر لها الكثير من النقض على يد عدد من العلماء على مدى عشرات السنين الماضية وتوصلوا إلى خلاصة أنه لايمكن التعويل على نتائج تلك النظرية, وذكرها لن يكون مفيدا إلا كمرحلة تاريخية من الدراسات التي أجريت على الدماغ.
بالتالي لابد لإبداعات العلم على يد البشر أن تصل إلى تطورات مذهلة بفضل عقول علماء ومفكرين ومبدعين لتساعد الكثير ممن حالت إعاقاتهم الجسدية والنفسية دون حياة صحية سليمة..
Shadi Mouhriz