دمج الالة بالانسان لتطوير قدراته والتغلب على عوائق صحية مزمنة.. بين جنون الفكرة وتطبيقها وإنسانية قد تكون هائمة في فضاء عالم رقمي جديد…تطبيقات عديدة برحلة من الماضي الى المستقبل..

دمج الالة بالانسان لتطوير قدراته والتغلب على عوائق صحية مزمنة.. بين جنون الفكرة وتطبيقها وإنسانية قد تكون هائمة في فضاء عالم رقمي جديد…تطبيقات عديدة برحلة من الماضي الى المستقبل..

“دمج الآلة بالإنسان لتطوير قدراته والتغلب على عوائق صحية مزمنة”.. بين جنون الفكرة وتطبيقها, وإنسانية قد تكون هائمة في فضاء عالم رقمي جديد…تطبيقات عديدة برحلة من الماضي إلى المستقبل..

منذ بداية عصر الآلة في القرن الماضي وابتكار الآلات وإدراك
الإنسان لإمكانية تفوقها عليه جسديا في الكثير من المجالات, سعى الإنسان لتطوير تلك
الآلات نحو مزيد من الإنتاجية والعمل الذي قد لايقوى عليه الجنس البشري ب 24 ساعة
عمل يوميا وحتى أيام متواصة قد تصل إلى أشهر أو أعوام..

دمج الآلة بالإنسان لتطوير قدراته

كانت نتائج تلك الابتكارت مبهرة وأتت لتتعزز تلك النظرة
للآلات عسى أن نستثمر من دمجها بالانسان للحصول على قدرا ت استثنائية فأطلق
العالم نوربرت فينر عام 1948 شرارة مفهوم اتصال الانسان بالآلة من خلال نظرية
Cybernetics  التي قال بأنها “علم القيادة أو التحكم في الأحياء والآلات ودراسة آليات التواصل في كل منهما“.

عسى أن تقدم الآلة شكلا من أشكال التطوير لقدرات الإنسان
والتحكم في منظومته الحيوية ولكن وبما أن هذا يتطلب قدرا من التكيف لتلك الآلة وشكلا
من أشكال الذكاء – إن صح التعبير – فقد طفا إلى السطح مفهوم صاغ تلك الحاجة على يد
العالم جون مكارثي عام 1956 وهو “الذكاء الصنعي” الذي عرفه بأنه “علم وهندسة
صنع الآلات الذكية ” أي بتعبير آخر هو “ابتكار آلات قادرة
على تفسير البيانات الخارجية بشكل صحيح، والتعلم منها
واستخدام تلك المعرفة لتحقيق أهداف ومهام محددة من خلال التكيف المرن
” على
حد تعبيركل من
أندرياس كابلان ومايكل هاينلين.

فمن آلة تتفوق على أداء الإنسان العضلي والحركي إلى آلة قادرة
على التفاهم مع مدير منظومتنا الحيوية ألا وهو الدماغ وتتخاطب معه بشكل مباشر, أو
تؤثر عليه لتحسين أدائه وأداء أعضاء المنظومة الحيوية كاملة, أو تحاكيه في عمله
وتنوب عنه وتسعى للتفوق عليه.

بدأ الخيال البشري يطلق العنان لطبيعة هذا الدمج بين الانسان والالة ليرسم ملامح كائن يجمع بين المكونات العضوية Organic والبيوميكاترونية BioMechatronics تحت اسم “سايبورغ” أو Cyborg الذي أطلقه العالمان الأمريكيان مانفرد كلاينز وناثان كلاين عام 1960والذي هو اختصار ل Cybernetic Organism والذي اصبح فيما بعد بوابة لأفلام الخيال العلمي والمسلسلات الكرتونية ..

لاحقا في عام 1970, في جامعة كاليفورنيا بدأ مجال بحثي جديد عرف ب BCI اختصارا ل Brain Computer Interface  أو واجهة الدماغ والحاسوب, والتي كان السعي من خلالها إلى تعويض التلف في السمع والبصر والحركة من خلال ربط الدماغ مع انظمة حاسوبية, ليتكلل بالنجاح زراعة أول شريحة إلكترونية في جسم الإنسان قابلة للتكيف والتعامل مع الإشارات العصبية الدماغية وتوجيهها نحو بنى عصبية محددة في منتصف عام 1990 بعد سنوات من التجارب على الحيوانات .

تعددت الأمثلة وبدأت الدراسات والأبحاث والتطبيقات
النوعية تأخذ منحنى تصاعدي بتسارع محموم أغفل فيه الانسان موقعه في هذا الكون ونمت
أمامه خيالات السيطرة والتحكم لتقوده إلى إمكانية زيادة وتقوية ذاكرة الإنسان أو
تحسين ردات فعله وعواطفه وتعديلها والتحكم بها, أو إنعاش أجزاء خاملة في الدماغ قد
تكون سببا في عاهة جسدية كمرض الشلل, أو حتى الشلل الرعاشي والذي يعرف ب “مرض
باركنسون”, عبر تقنية تم إطلاقها لأول مرة عام 1997 وسميت بالتحفيز العميق للدماغ
DBS اختصارا ل Deep Brain Stimulation , من خلال أقطاب كهربائية تصل الدماغ وترتبط بجهاز تحفيز عصبي يزرع تحت
الجلد ليكون قادرا على تحفيز أماكن محددة في الدماغ لإزالة العديد من آثار واضطرابات
ذلك المرض .

ليأتي البروفيسور كيفن وارويك أستاذ ال Cybernetics في جامعة
ريدينغ في بريطانيا وخبير في هندسة اتصال الكمبيوتر بالجهاز العصبي ليطلق
تجاربه المجنونة.. ففي عام 2002 قام بربط شريحة الكترونية في دماغ زوجته ترتبط
بجهازه العصبي ليكرر الحركة التي تقوم بها فإذا حركت يدها يحرك يده تلقائيا وهكذا..
أما تجرتبه الأخرى فكانت على مخ فأر ربطه بشريحة الكترونية لتجربة ترقية ذاكرته
كأحد الاهداف من تلك الدراسة .

أما المهندس الأمريكي هيو هير والذي كان متسلقا
للصخور وفقد أحد قدميه من خلال حادث في إحدى مغامراته استعاض عنهما بأقدام من
تصميمه تتجاوز نقاط ضعف أقدام الانسان من وجهة نظره من خلال القدرة على التسلق. فقد
طور أصابع الاقدام لتكون قوية ومسننة قابلة للإستناد على أطراف الصخور .. وعاد
ليتسلق الجبال من جديد وعمل على العديد من التصاميم, فقد ساعد إحدى راقصات الباليه
التي فقدت قدمها بابتكار قدم صناعية ذكية ساعدتها على العودة إلى رقص الباليه من جديد
.

تعددت الأمثلة وتنوعت لينتهي الأمر بنا إلى شريحة نيورالينك لإيلون ماسك والتي
أعلن عنها الشهر الماضي والتي ضجت بها الأوساط العلمية ووسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي, والتي كانت عبارة عن جهاز يزرع في الجمجمة يرتبط من خلال
أقطاب كهربائية في الدماغ, يستند على تقنيات الذكاء الصنعي, ويمكن ربطه لاسلكيا
مع منظومات حاسوبية . ليعمل على حد تعبير إيلون ماسك على علاج الكثير من الامراض
وتجاوز العديد من نقاط ضعف الدماغ البشري وهذا ماسنفرد له مساحة واسعة للنقاش في
مقالة لاحقة .

لكن يبقى التساؤل الأبرز .. طالما أن تلك الشرائح ومهما
بلغت درجة الأمان بها ستبقى قابلة للإختراق وعرضة لعبث أو خطأ برمجي غير متوقع
فإلى أي حد ستكون ثقتنا كبشر باقتنائها, وهل سنكون في أيد أمينة عندها؟! , والأهم من
ذلك.. إلي أين سيستمر العبث في طبيعتنا البشرية ومنظومتنا الحيوية تحت عنوان تطوير
القدرات؟!, وماهو الأفق الذي نتجه إليه كعلماء او حتى كمجتمعات؟! … أسئلة هامة
وكثيرة قد لايهمنا كثيرا الإجابة عنها بقدر مايهمنا عدم وجود آثار سلبية مدمرة
لماتبقى من إنسانية على هذا الكوكب .

Shadi
Mouhriz

 

Leave a Reply