الخوف يضعف المناعة | هل حقا الخوف يضعف المناعة ؟ وهل خلفت الحرب والأزمات مناعة قوية في مجتمعنا لم ينل الخوف منها ؟؟!
“الخوف يضعف المناعة”.. هي مقولة استوقفتني وانا ابحث عن ردود الافعال المختلفة لدى معظم شعوب الدول التي احكم الفيروس سيطرته عليها والتي تهاوت الانظمة الصحية لديها معلنة انتصار شبح الموت الذي احكم قبضته حول الكثيرين..
الخوف يضعف المناعة
بنظرة مراقب عن كثب لمجتمعي السوري بماانني انتمي اليه واعيش فيه تترسخ لدي قناعة كبيرة بان هذا المجتمع وهؤلاء الناس لم يعد من السهل اصطيادهم بهكذا نوع من الفيروسات, فقد نالت منهم سنين الحرب مخترقة وحارقة لآمالهم وطموحاتهم مبعثرة لأملهم بمستقبل فيه أبسط مقومات الحياة فاقدين للكثير من الأحباب والأعزاء.
فقد اصبح مايعرف بالموت الفجائي طقسا يعيشه السوريون مع كثير من الأحبة ويستقبلونه وينهونه بشكر الله ليتابعوا أعمالهم وحجم الدمار والموت في دواخلهم يزيد يوما بعد يوم وتتناقص الأسماء في دليل هواتفهم رويدا رويدا.
حتى من سافر بحثا عن حياة جديدة اصبح بعيدا بجسده وروحه تنهمر دموعه الباردة عند مواقف قد تكون دغدغت طبيعته الانسانية الدفينة ليعود باحثا عن نفسه وسط أكوام جثث المغتربين الأحياء ..
اذا فالناس انقسمت قسمين, قسم أشبعته الحرب ألما وخوفا فلم يعد للخوف عتبات في نفسيته وتكوين شخصيته وماعاد ينال من مناعته شيء, وقسم آخر أصبح منقادا – بكل ماتحمله الكلمة من معنى- لنافذة زرقاء صغيرة تدعى وسائل التواصل الاجتماعي يتغنى باشاعاتها ويسعى بعقله اللاواعي لنشرها وبثها بغض النظر عن مصداقيتها فميزان المصداقية يعبر عنه عدد الإعجابات والمشاركات التي يحملها المنشور وهنا تكمن المشكلة..
فالمشكلة ليست فقط في نشر تلك الإشاعات بل في التفافها حول أعناق ناشريها وإيمانهم بها لنصل إما إلى “خوف يضعف المناعة ” أو إلى نتائج تطبيقية كارثية على الصحة والمجتمع أسوأ من تأثيرات الفيروس بحد ذاته ..فدمتم بمناعة ووعي .. دمتم سالمين ..
Shadi Mouhriz
x
رائعة و معبرة جدا .. سلمت اناملك